الثوم أقدم نبتة طبية

الخصائص العلاجية الموجودة في الثوم جعلته يُستعمل ومنذ آلاف السنين كدواء لدى شعوب من ثقافات مختلفة كالصين، والهند، ومصر وغيرها، حتى أنه يعتبر أقدم نبتة طبية تم استعمالها عبر التاريخ.

الثوم ليس فقط يجعل طعامنا لذيذ ويفضي نكهة زكية في مأكولاتنا، لكنه أيضاً يعطينا فوائد صحية جمة.

بدأ التركيز على الثوم فقط مؤخراً، وذلك بعد الدراسات العديدة التي أجريت على الثوم وأظهرت نتائج مذهلة حول فعاليته في علاج الكثير من الأمراض وخصوصا أمراض السرطان حتى أصبح يعتبر مضاد قوي للسرطان.

مركب الأليسين قد يكون السبب

مركب الأليسين Allicin الموجود في الثوم قد يكون هو السر وراء فوائد الثوم المذهلة. حيث يوجد في الثوم مركبات طبيعية عديدة، لكن مركب الأليسين الموجود في الثوم حسب دراسات قد تُنسب إليه غالبية الفوائد الصحية للثوم. حيث تكون مادة الأليسين بدرجات عالية خلال استهلاك الثوم بشكله الخام (غير مطهو).

فخلال مضغ الثوم بالفم نقوم بتحطيم خلايا الثوم لتخرج منه أنزيمات الألينيز Alliinase ومادة الآلين Alliin ليتحدوا مع بعض ويشكلوا مركب الأليسين Allicin ليبدأ هذا المركب عمله في جسم الإنسان. علماً أن مركب الأليسين هو الذي يعطي الثوم رائحته المميزة.

الثوم الخام والثوم المطهو أيهما أفضل

بالرغم من أن الثوم المطهو يكون فيه محتوى القيم والعناصر الغذائية أعلى من الثوم الخام، إلا أن الثوم الخام تكون فيه المركبات الفعالة أكثر، وخصوصا تلك التي تساعد جهاز المناعة أو تللك المضادة للسرطانات.

الثوم الخام والمطهو كلاهما مفيد، إلا أن فوائد الثوم الخام الغير مطهو تكون أفضل لعلاج الأمراض الميكروبية نظراً للخواص المضادة للفطريات والميكروبات الموجود في الثوم الخام حيث تقل هذه الخواص في الثوم المطهو، بينما يفيد المطهو منه في أمراض أخرى. لذلك يُفضّل تناول كلاهما المطهو منه والخام، وذلك للحصول على جميع الفوائد الصحية للثوم.

القيم والعناصر الغذائية في الثوم

قبل التعرف على فوائد الثوم المذهلة يمكننا في الجدولين التاليين أخذ نظرة سريعة على القيم والعناصر الغذائية في الثوم سواء أكان مطهواً أو خاماً.

• القيم والعناصر الغذائية في الثوم المطهو

  العناصر الغذائية	القيمة الغذائية	الوحدة	% تلبية حاجة الجسم اليومية
  سعرات حرارية	165	kcal	8%
  سكريات	32	غرام	13%
  بروتين	7.5	غرام	15%
  دهون	1	غرام	1%
  كوليسترول	0	ميليغرام	0%
  ألياف	3	غرام	9%
  حديد	2.8	ميليغرام	14%
  كالسيوم	210	ميليغرام	20%
  بوتاسيوم	500	ميليغرام	15%
  مغنيزيوم	30	ميليغرام	8%
  صوديوم	22	ميليغرام	1%
  زنك	1.5	ميليغرام	10%
  نحاس	0.5	ميليغرام	20%
  فيتامين A	13	IU	0%
  فيتامين C	36	ميليغرام	60%
  فيتامين D	0	IU	0%
  فيتامين B-12	0	ميكروغرام	0%
  فيتامين B-6	1.6	ميليغرام	70%
  فيتامين E	0.2	ميليغرام	0%

   

• القيم والعناصر الغذائية في الثوم الخام

  العناصر الغذائية	القيمة الغذائية	الوحدة	% تلبية حاجة الجسم اليومية
  سعرات حرارية	150	kcal	7%
  سكريات	25	غرام	18%
  بروتين	6	غرام	10%
  دهون	0.5	غرام	2%
  كوليسترول	0	ميليغرام	0%
  ألياف	2	غرام	5.5%
  حديد	1.7	ميليغرام	21%
  كالسيوم	180	ميليغرام	18%
  بوتاسيوم	400	ميليغرام	8.5%
  مغنيزيوم	25	ميليغرام	6%
  صوديوم	150	ميليغرام	10%
  زنك	1.16	ميليغرام	10.5%
  نحاس	0.3	ميليغرام	33%
  فيتامين A	9	IU	0.5%
  فيتامين C	32	ميليغرام	53%
  فيتامين D	0	IU	0%
  فيتامين B-12	0	ميكروغرام	0%
  فيتامين B-6	1.24	ميليغرام	96%
  فيتامين E	0.08	ميليغرام	0.5%

فوائد الثوم 

هنا أهم ست فوائد للثوم والتي نحصل عليها في حالة استهلاكه بالكمية الموصى بها وبشكله المطهو والخام:

1. الثوم لمكافحة السرطان

   يحتوي الثوم على مركبات تكافح السرطانات مما يجعله مضاد قوي لهذا المرض الذي أصبح منتشراً بكثرة، فقد تبين أن الثوم يقتل الخلايا السرطانية في الرئة، وكذلك يُنقص من مخاطر الإصابة بسرطانات مثل القولون، والجلد، والثدي، والرئتين.

2. الثوم لعلاج أمراض القلب

   من الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض القلب هو ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الجسم. حيث يقوم الكوليسترول الضار بسد الشرايين ،ما يجعل تدفق الدم في الشرايين صعباً ويضع ضغطا إضافياً على القلب، وبالتالي ظهور الأمراض القلبية وخصوصاً لدى المدخنين.

   لكن مع تناول الثوم تقوم المركبات المفيدة فيه بإذابة الكولسترول الضار ورفع نسبة الكولسترول النافع، وبالتالي توسيع الشرايين ومنع تجلطات الدم مما يجعل القلب يعمل بكفاءة ونشاط.

3. الثوم لعلاج العدوى الميكروبية والفيروسات

   نظراً للخواص الميكروبية التي يتمتع بها الثوم فإنه يمكن استعماله كمطهر للأمعاء، والمعدة، والرئتين ضد البكتريا والفيروسيات وخصوصا في حالة حصول تسمم غذائي. حيث تقوم المركبات المضادة للميكروبات الموجودة في الثوم بقتل البكتريا الضارة كالسالمونيلا بينما يحافظ على البكتريا المفيدة، وبالتالي زيادة كفاءة جهاز المناعة ومقاومة الأمراض المعدية المختلفة.

4. الثوم لعلاج ضغط الدم المرتفع

   بسبب تأثير الثوم على منع الأمراض القلبية بتحسين ضربات القلب ورفع كفاءة عمل القلب ونشاطه، فإن ذلك يؤثر ايجابياً على ضغط الدم فيجعله منظماً.

5. الثوم يحمي العقل

   تعمل المادة الموجودة في الثوم فروأرج FruArg على جعل خلايا الدماغ تُقلّل من افراز الجذور الحرة الضارة للجسم والمخ، وفي المقابل زيادة في مضادات الأكسدة المفيدة للدماغ، والتي تعمل على تثبيط عمل الجذور الحرة الضارة، والنتيجة هي الوقاية من أمراض مثل الخرف والزهايمر التي تصيب الدماغ في مراحل متقدمة من العمر.

6. الثوم لعلاج تساقط الشعر

   الثوم وكذلك البصل يعملان على تقوية بصيلات الشعر وبالتالي منع تساقط الشعر.

طرق التعامل مع رائحة الثوم

بسبب الرائحة التي يسببها الثوم فإن بعض الناس يتجنبون تناوله، فيُحرمون بذلك من فوائده الكثيرة. مع العلم أن هناك دراسة غريبة أجريت على مجموعة من النساء والرجال وأثبتت عكس ذلك، حيث اتضح حسب الدراسة أن رائحة الثوم الظاهرة من الرجال تجذب النساء نحوهم، حتى أنه في بعض الأحيان أكثر من تلك التي تفعلها العطور الفرنسية الشهيرة. حيث تجعلهم يميلون إلى الشعور أنهم رجال أصحاء يتمتعون بالقوة والنشاط ما يجعل المرأة تنجذب نحو ذلك الرجل لكي يكون شريكاً لها في حياتها، لكن بشرط أن تكون كمية الرائحة في الحد الطبيعي.

هنا بعض الطرق التي يمكن اتباعها للتقليل من الرائحة علماً أن غسل الفم والأسنان لن يُذهب الرائحة لأن سببها هو مركب الأليسين الذي أصبح موجود في الرئتين بعد وصوله إلى الدم فتخرج رائحته مع التنفس مهما غسلنا فمنا:

• منتجبات الألبان

  حسب دراسة أمريكية في جامعة أوهايو فإن أخذ كوباً واحداً من الحليب بعد تناول الثوم يمكن أن يُنقص من رائحة الثوم التي تخرج خلال التنفس، وذلك حسب آلية محددة تجعل الحليب يحد من تلك الرائحة.

• القرفة

  يمكن أن تساعد القرفة على التخفيف من الرائحة التي يسببها الثوم لكن يبقى أخذ كوبا من الحليب هو الخيار الأفضل.

الكمية الموصى بها من الثوم

الكمية الموصى بها لتناول الثوم سواء المطهو منه أو الخام هي اثنين من فصوص الثوم يوميا للشخص البالغ. في بعض الأحيان يكون للثوم المطهو فوائد أخرى تختلف عن فوائد الثوم الخام لذلك ينصح بتناول النوعين المطهو منه والخام للحصول على كامل الفائدة.

آثار جانبية وأضرار محتملة للثوم وخصوصاً الخام منه

• الثوم يتفاعل مع بعض الأدوية ويتعارض معها، ومنها أدوية الضغط، وأدوية تخثر الدم، والأنسولين. لذلك يُنصح باستشارة الطبيب لمن كان يريد زيادة كمية الثوم المستهلكة، بينما يكون آمن استهلاك فصين من الثوم يومياً في جميع الأحوال.
• في حالة كانت كمية الثوم المستهلكة أعلى من الموصى بها فيمكن أن يسبب الثوم انتفاخ في البطن، وزيادة في الغازات، وحرقة في المعدة. كما أن وجود مركبات طبيعية مخثرة للدم في الثوم يمكن أن تسبب نزيف دموي أو انخفاض في ضغط الدم لأولئك المرضى الذين يأخذون أدوية مخثرة للدم أو يتناول أدوية ضغط الدم.
• استهلاك الثوم آمن للمراة الحامل بشرط استهلاكه بالكمية الطبيعية الموصى بها، فقد تبين أن الثوم وخلال فترة الحمل يمكن أن يمنع من حدوث تسمم الحمل. وكذلك هو آمن للاطفال أيضاً بشرط أن يكون اعطاؤه بكمية منخفضة جداً.

دراسات علمية أثبتت فوائد الثوم

• دراسة: الثوم يقوّي المناعة ويحارب السرطان
• دراسة:  الثوم يعالج الضعف الجنسي ويقوي الإخصاب لدى الرجال
• دراسة: الثوم سلاح سري ضد ارتفاع ضغط الدم
• دراسة: فصين من الثوم يوميا تعالج أمراض القلب وهشاشة العظام
• دراسة: الثوم مضاد حيوي طبيعي للأمعاء
• دراسة: الثوم يحمي الكلى من التسمم
• دراسة: الثوم يحمي من سرطان الرئة
• دراسة: الثوم مضاد للكوليسترول الضار
• دراسة: الثوم يحارب أمراض الشيخوخة
• دراسة: الثوم يجذب المرأة نحو الرجل
• دراسة: الثوم أقوى من الأدوية في علاج الالتهابات

ملاحظات

• قبل طبخ الثوم يُفضّل هرس الثوم (دقه بأداة المطبخ) بدلأ من تقطيعه، وذلك لأن هرس الثوم يحرر من خلاياه كميات أكبر من مادة الأليسين الفعالة.
• بعد أخذ حمام دافئ فإن المسامات الموجودة في الجلد تصبح مفتوحة مما يزيد من خروج الرائحة عبرها لخارج الجسم، فإن كنت قد أكلت ثوما قبل الحمام فإن رائحة الثوم ستفوح أكثر بعد أخذ الحمام الدافئ، إلا إن قمت باتباع النصائح السابقة لتخفيف رائحة الثوم. لذلك يُنصح بالانتظار لبعض الوقت بعد أخذ الحمام، وذلك ريثما تُغلق المسامات قبل الذهاب إلى الحفلة، أو الموعد المقرر، أو ما شابه.
• لدى بعض الاشخاص فإن رائحة الثوم قد تبقى ليومان متتاليين وذلك كون رائحة الثوم لا تخرج فقط من الفم ولكن أيضا عبر التنفس من الداخل، وكذلك عبر مسامات الجلد. وسببها مركب الأليسين الذي أصبح موجود في الدم.

قد حصل أن طبيباً وخلال عملية توليد طبيعية كان يشم رائحة ثوم تخرج من المرأة الحامل خلال ولادتها، والمفاجأة أنه وبعد أن ولدت جنينها وأخذ الطبيب يفحص الجنين كان يشم رائحة الثوم تخرج من الجنين أيضاً.