رؤيا العري – تفسير الأحلام لابن غنام
العري فِي الْمَنَام على وُجُوه: فَمن رأى كَأَنَّهُ عُرْيَان وَلم يفْطن بالعورة وَلم يستحي من النَّاس فَإِنَّهُ يدْخل فِي أَمر يُبَالغ فِيهِ ويمعن، وَإِن كَانَ مهموما فرج عَنهُ. وَمن رأى كَأَنَّهُ عُرْيَان وَهُوَ يستحي من النَّاس وَيطْلب ستره وَلَا يجد فَإِنَّهُ يقل ماله أو يفتقر، وَإِن رأى النَّاس ينظرُونَ إِلَى عَوْرَته فَإِنَّهُ يؤول بغير ذلك.
وَقد يكون العرى طَلَاق الزَّوْجَة في التأويل لقَوْل الله تَعَالَى (هن لِبَاس لكم وَأَنْتُم لِبَاس لَهُنَّ).
وَقيل: من تجرد من لِبَاسه وتعرى فَإِنَّهُ يعْزل إِن كَانَ واليا، وَإِذا رأى الْمَرِيض كَأَنَّهُ يعرى من ثوب أصفر فَإِنَّهُ يبرأ ويشفى من الْمَرَض وَكَذَلِكَ الْأَحْمَر أَو الْوَسخ أَو الْأسود فَإِنَّهُ ينجو من الْأَمْرَاض. وَقيل العرى يدل على بَرَاءَة من تُهْمَة، لِأَن مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام برأه الله مِمَّا قَالَ فِيهِ بَنو اسرائيل، إذ خلع ثَوْبه على حجر وَنزل إِلَى المَاء ليسبح، فَأمر الله الْحجر أَن يَأْخُذ الثَّوْب ويسير، فَخرج مُوسَى من المَاء عُريَانا فِي أثر ثَوْبه وَبَنُو إسرائيل ترَاهُ وَمَا بِهِ عيب، وَكَانُوا قَالُوا بِهِ أدرة وَهِي كبر الإنثيين، فَأنْزل الله تَعَالَى (يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِين آذو مُوسَى فبرأه الله مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْد الله وجيها).
وَقيل: إِذا رأ السجين كَأَنَّهُ تعرى من ثِيَابه فَإِنَّهُ يُطلق سراحه.
والعري لأهل الْعِبَادَة زِيَادَة فِي دينهم وَخَيرهمْ. والعرى للْمَيت يدل على نعيمه وَبأنَّهُ قد خرج من الدُّنْيَا عاريا من السيئات، هَذَا إِذا كَانَت عَوْرَته مستورة وَهُوَ ضَاحِك، وَإِن رأى الْمَيِّت عَارِيا وَهُوَ يبكي دل على غير ذلك.