تفسير الاحلام لابن سيرين – الباب الثامن: في تأويل رؤيا الطهارة
تفسير الاحلام لابن سيرين – الباب الثامن: في تأويل رؤيا الطهارة
قال الأستاذ أبو سعد رحمه الله: أولى الطهارات بتقديم الذكر الختان، وهي من الفطرة، فمن رأى كأنه اختتن، فقد عمل خيراً طهره الله به من الذنوب وأحسن القيام بأمر الله تعالى. ولو قال قائل أنّه يخرج من الهموم لم يبعد.
فإن رأى كأنّه أقلف، فإن القلفة زيادة مال ووهن في الدين، وهذه الرؤيا تدل على أنّ صاحبها يترك الدين لأجل الدنيا.
فإن رأى أنّه اختتن فسال منه دم كثير، خرج عن ذنوبه وأقبل على إقامة سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والسواك من الفطرة أيضاً، وهذه رؤيا أهل السنة.
فمن رأى أنّه يستاك، فإنّه يكون محسناً إلى أقاربه، واصلاً لرحمه. فإن رأى أنّة يستاك بشيء نجس، فإنّه ينفق مالاً حراماً في طاعة.
ومن رأى أنّه يتوضأ وضؤه للصلاة، فإنّه أمان من الله تعالى.
ومن رأى أنّه جنب، فإنّه يسافر ويطلب حاجة لا سوى لها.
ومن رأى أنّه اغتسل فإنّه يقضي حاجة، والإغتسال يطهر الذنوب، ويكشف الهموم.
ومن رأى أنّه اغتسل ولبس ثياباً جدداً، فإن كان معزولاً عن ولاية ردت إليه. وإن كان فقيراً أثرى وغني. وإن كان مسجوناً أخلي سبيله. وإن كان مريضاً عوفي. وإن كان تاجراً قد كسدت تجارته، أو صانعاً قد تعذرت عليه صنعته، استقام أمرهما وتجدد لهما أمر في أتم دولة. وإن كان مصروراً حج. وإن كان مهموماً فرج الله همه. وإن كان مديوناً قضى الله دينه. لأنّ أيوب حين اغتسل لبس ثياباً جدداً، وهب الله له أهله ومثلهم معهم، وذهب همه وصح جسمه.
إن رأى أنّه اغتسل ولبس ثياباً خلقاً، فإنّه يذهب همه ويفتقر.
من رأى أنّه يغتسل إلا أنّه لم يتم اغتساله، لم يتم أمره، ولم ينل ما يطلبه.
من رأى كأنّه يتوضأ أو يغتسل في سرب، فإنّه يظفر بشيء كان سرق له. ومن رأى كأنّه يتوضأ ودخل في الصلاة، خرج من الهموم وشكر الله تعالى على الفرج.
من رأى كأنّه يتوضأ بماء لا يجوز الوضوء به، فهو في هم ينتظر الفرج ولا يناله.
إن رأى تاجر أنّه يصلي بغير وضوء، فإنّه يتجر من غير رأس مال. وإن رأى أمير هذه الرؤيا فلا يجتمع له جند، وإن رآها محترف لم يستقر به قرار.
من رأى أنّه يصلي بغير وضوء في مكان لا تجوز الصلاة فيه، فإنّه متحير في أمر لا يجد منه خلاصاً. وقيل الوضوء في المنام أمانة يؤديها أو دين يقضيه أو شهادة يقيمها.
روى النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رأيت رجلاً من أُمتي قد بسط عليه العذاب في القبر، فجاءه وضوءه فاستنقذه من ذلك}.
ومن رأى أنّه يتيمم فقد دنا فرجه، وقربت راحته، لأنّ التيمم دليل الفرج القريب من الله تعالى.
تفسير الاحلام لابن سيرين – الباب الثامن: في تأويل رؤيا الطهارة